ماذا يقول رمضان لنا قبل الرحيل"

[right]"ماذا يقول رمضان لنا قبل الرحيل" [/right]
2009-09-01


[size=18] أنا اسمي شهر رمضان ولدت في السنة الثانية من هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم نزّل في أيامي القرآن وفي السابع عشر مني وقعت غزوة بدر والكثير من انتصاراتكم في أيامي،،آتي في السنة مرة وأحل على المسلمين ضيفاً ربما اكون خفيفا على البعض أو ثقيلا على البعض الآخر،، ومنهم من ينتظرني بفارق الصبر ومنهم عكس ذلك، يتمنى رحيلي بأسرع وقت ممكن،، وفي أيامي تصفد الشياطين إلا شياطينكم من الإنس،، وأنا مُحمل بالخيرات الكثيرة والجوائز التي لا تقدر بأي ثمن،، ليس كمسابقاتكم التي تعتمد هز الوسط شعاراً لها،، والمواد الفاسدة التي يتنافس البعض على اقتنائها ويدفع الكثير لكي يستقبلني بها وهي لا تناسبني لا جملةً ولا تفصيلا ولا تتمشى وقُدسيتي،، وكأنني شهر المسلسلات والقصص التي ملؤها الحب والغرام وممثلوها من الذين أرهقت عمليات التجميل وجوههم ويطلون بملابسهم غير المحتشمة والتي تبعث على الإثارة ظناً منهم إن هذا ما يجذبكم نحوها أيها المسلمون وينحصر جلَّ اهتمامكم حول هذه المفاتن،،
وإنهم يعرضون مشاكلكم ويقدمون الحلول ،، ولو بحثت في واقعهم لوجدته واقعا مريرا من تفكك أُسري لا ليلهم ليل ولا نهارهم نهار،، وكان الأجدر بهم أن يحلوا مشاكلهم الشخصية أولاً ومن ثم مشاكل الآخرين،، وأروقة المحاكم تشهد على ذلك،، والبعض يعتقد بأنه منع عن نفسه الطعام والشراب من أجلي ونسى كم من الفوائد الصحية التي تعود على صحته ويمكن لا ينال من صيامه إلا الجوع والعطش،،كما إن منكم من يأكل أكثر من اللازم لدرجة إنه لا يجد الأُكسجين الذي يعينه على أداء الصلاة بكُل طمأنينة،،وهناك منكم من يتكاسل عن أداء مهام وظيفته بحجة الصوم ويعطل مصالح عباد الله،، واليوم قد مضى على وجودي بينكم اثنا عشر يوما وفي أول أيام قدومي رأيت المساجد التي كانت تشكو من قلة المصلين قبل قدومي قد امتلأت عن بكرة أبيها والذي كان لا يعرف طريق المساجد إلا يوم الجمعة عرفها،، واليوم أرى بأن أعداد المصلين في تناقص اتجه الكثيرون نحو لعب الورق والمكوث أمام شاشات التلفاز للمشاركة في مسابقات البرامج التي يُعطي فيها مقدموها الجنس الناعم فرصة أولوية في المشاركة (أُم فلان وأُم علان) ومن ثُم الأقارب ومن وصّي بهم خيراً من أجل مبلغ من المال لا يعرف مصدره هل هو حلال أم حرام؟؟ وتركوا التجارة مع الله التي لن تبور والأجور المضاعفة وجوائزي،، والبعض يذهب إلى خيم سُميت باسمي وأنا منها بريء يقام فيها ما هو غير لائق بكل مسلم في هذه الأيام وغيرها،، كما هناك فئة منكم لا تستطيع أن تضبط شهوتها عدة ساعات احتراماً لي والبعض يذهب لطلب مساعدة باسمي وهو من غير المحتاجين لها بل من أصحاب الملايين،، فاغتنموا ما بقي من أيامي فأيامي لا تعوض وأنا في عجلة من أمري،، يمكن الكثير منكم لن يراني في العام القادم مع إنني أتمنى لكم موفور الصحة والعافية،، فأنا شهر اختلف عن كل الشهور فربي أكرمني بليلة خير من ألف شهر
وليس للكسالى فرصة الفوز بهذه الجائزة العظيمة التي تختلف عن جوائزكم ولا يستطيع أحد أن يقدرها بأي ثمن يتصوره عقلكم القاصر....
[/size]
كاتب المقالة : محمد ابراهيم محمد الحسن المهندي

[size=29]مقالة رائعة
جزاك الله خيرا[/size]

[size=24]شكرا ايمان

بارك الله فيك [/size]